السبت، 2 أغسطس 2008

من على شاطئ النيل

الشمس تنزف عند الأفق .. وأنا جالسة على شاطئ النيل.. تزداد البقع الدامية اتساعاً على مياهه ... تسرح عيناي ... تود أن تكشف الستار عن ما بداخل المياه من حياة أخرى ... يغتال الليل ما تبقى من نور الصباح .. أشعر بالإختناق ... أود أن أصرخ .. هاد قد حلّ الليل ..... داهمني تيار من الهواء المنعش فيه من البرودة ما تذيب كتل الحر المتجلط على الأجساد .... أصبحت أطرافي مثلجة ... أستقبلت برودة الليل بانتشاء ... أشعر بأنها تذيب همومي شيئاً فشيئاً... وقفت وبدأت السير..... لا أذكر من أين تحركت .. ولا كم من الوقت قضيت !!؟؟ لم أعد أتذكر كيف كان اليوم..؟؟ ولا كيف هي تفاصيل الأمس؟؟ نظرت للنيل وسرحت....... شعرت بأنني أقرأ كل سطور التاريخ على صفحات مياهه .... فأتخيل كم من الحروب قد اشتعلت نيرانها على ضفتيه ؟؟؟ كم من الأرواح قد أختارت مياهه لها الكفن..!! كم من أثنين قد جمعهما على شاطئه بمنظره الخلاب . فعاشا بجانبه أجمل الأيام وأروع اللحظات !!؟ وكم من أثنين قد فرقهما في ليلة باردة قاسية شديدة البرودة حالكة السواد... كم من الأصدقاء كان هو مفترق طريقهما ... وكم من الصحاب كانوا قد فرقتهم الدنيا فجمعهما ووصل خيوط صداقتهما المتقطعة بنقاؤه وصفاء سجيته.. فذابت كل الخلافات بينهما .. فباتت على ضفتيه ذكريات لا يمكن للزمن محوها مهما أوتي من قوة لذلك ... ................ وتسلل إلى ذاكرتي جزءاً من ذكرياتي على ضفتيه ... فهناك كنت أسير مع أصدقائي نضحك ونمرح بعد يوم شاق من الدراسة ... نسترجع الذكريات السعيدة ... وكيف قد جمعنا القدر ... وهنا كنت أسير وحيدة شاردة الذهن .... أحس بتار دموعي الملتهبة وهي تسيل على وجنتي في يوم كنت قد أكتفيت من الهموم والمشاكل فيه ... أما هنا فكانت قد أثقلتني الحياة ومتاعبها فجلست أتأمل وأستشعر قوة الله سبحانه وتعالى ... وقدرته في تسخير مثل هذا النيل العظيم للإنسان ... وهنا كنت ألعب مع أخي الصغير وأشعر من ضحكة عينيه البريئة أنني أملك هذه الدنيا بين يديّ.... وفي هذه اللحظة .... أحسست بعيني ترتعشان وبالدموع تسيل ... لكنني كنت أبتسم فإنها لم تكن دموع حزينة ... بل لقد غلبتني عبراتي عندما تذكرت هذه اللقطات من حياتي ... وفجأة ... سمعت صوتاً جذبني من أعماق ذكرياتي ... كان يقول لي..: "عاوزة فْل يآنسة ؟؟" وقد كان طفل صغير يبيع الفْل .... لكم أحب الأطفال !! فمسحت دموعي وأبتسمت له ... واشتريت منه عود الفْل .... وقد انتبهت أنني قد تأخرت كثيراً... فرجعت مسرعة إلى البيت .... ولكنني في الطريق كانت قد تبددت همومي كلها .... وكنت سعيدة أشعر بنشوة ...

Psycho Mintaa

هناك 3 تعليقات:

Psycho Hanem يقول...

Silver Girl يقول...
انا كنت هناك معاكى على فكرة وحسيت بكل اللى حسيتيه عارفة ليه
عشان انا قبل كده لما زعلت من الدنيا رحت اشتكيت للنيل وهو اللى هون عليا


احساسك جميل اوى و وصلى

Psycho Hanem يقول...

,واحد نفسه يتغير يقول...
اسلوب قصصي رائع عاج الموضوع علي احسن ما يكون ووصف للمشهد خلاني احس اني هناك
بجد كل لما اقراها بغمض عيني والاقيني ببتسم
وبس!

Psycho Hanem يقول...

rose يقول...
يااااااااه النيل والغروب والهواء ذو النسيم البارد
يالها من ايام ويالها من ذكريات !!!
بجد جددتى فى نفسى حاجات وايقظتى فيها أحاسيس ذكرتنى بأيام من اجمل ايام حياتى ايامى مع اصدقائى ومرحنا سويا يااااااااه
اسلوبك جميل جدا ورائع مش هقول اكتر من كده انتى عارفة الباقى بقى

Fairuz...

Qur2aan