الاثنين، 27 أكتوبر 2008

ولم تكتمل الرسمة بعد..ياملاكي !!!!!!

ما أجملها هذه الوردة...

ألوانها رقيقة ..زاهية...

ناعمة الملمس.... رقيقة الملامح ؟؟

تتساقط عليها قطرات الندى في خفة ونعومة ...

لكنها...قد تم قطفها ...لتكون نصيب أجمل النساء ...

إنها صغيرة جداً على الموت...

فلم تلبث أن تمر ساعة وأخرى ...

حتى تراها تذبل شيئاً فشيئاً...

رقتها تزول مع موت أوراقها...

ولونها الزاهي يتلاشى تحت شحوبها...

هي مازالت صغيرة على الموت...

. لكنها ....تموووت....

.....................

هكذا كانت........

فهي كانت مثل الوردة المتفتحة تماماً...

رقتها وهي تتمايل بين رفيقاتها ..كمثل الوردة في تمايلها بين الأغصان...

ضحكتها عندما تعلو...تصمت العصافير عن الغناء رغماً عنها...

عندما تشرق بوجهها الصبوح...تملاْ الدنيا ضياء...

أينما كانت ..تجد البهجة والراحة والأمان ...

وجهها البشوش ينطق بالرضا في كل الأحوال....

عطوفة حنونة...جميلة..

بريق عيناها كافيان لشفاء أصعب الأمراض ولجلاء أعظم الهموم والأحزان...

........................

ولكنها قد كانت.........

.........................

كان يوم ....يعجز القلم عن وصفه ...عندما اكتشفت حقيقة ذلك الألم المزمن الذي يلازمها ...الصداع العنيد ...الذي كانت تضرب به عرض الحائط ..لئلا يفسد عليها يومها وبهجته .... كم كانت متفائلة....

يوم شحبت فيه الشمس ...وبكى فيه القمر...وكفت النجوم عن التلألأ بأضوائها...

يوم اجتمعت فيه رمال الصحراء ومياه البحار ونجوم السماء وورود الربيع وأوراق الشجر على شيئاً واحداً...ألا وهو لعنة وسب هذا المرض الذي هجم بوحشية على تلك الغزال الرقيقة....

.......................

مع ضعفها وقلة حيلتها ...وقفت أمام ذلك الوحش...تصدت لآلامها كعادتها بتفاؤل طفل صغير يوم العيد.....

تلقت العلاج ....تحملت الآلام...رأسها يؤلمها بشدة ...لكنها كانت تنظر لغداً دائماً....

كانت تعلم أن أسعد يوم في حياتها لم تعشه بعد....

وهو ينتظرها ...وهي تنتظره بالتأكيد.....

.......................

بعد أسابيع وشهور....

لم يقل أملها ..مع زيادة ألمها....

كانت كلما ضعف جسدها...قوى قلبها...

كلما كانت تعلو يداها لتمسك رأسها بشدة من قوة الألم.... كلما كانت تعلو إبتسامتها الصافية فوق شفتيها الصغيرتان....

كلما كان الأطباء يقللون من نسبة الشفاء ..وأبواها يبكيان...كانت تضحك وهي تقول بمرح طفولي عجيب ..لِمَ الحزن والبكاء...فقد أحبني الله وأختارني كي أقابله بيضاء بلا ذنوب....وهو يريد مقابلتي سريعاً...فيا هلا بأسعد اللقاءات....

أي ذنوب يتحدث عنها هذا الملاك البريء!!!

كلمات تخرج من فاهها الصغير ..يعجز الشيوخ ذوي الثمانين عاماً أن يتلفظوا بها...

........................

وفي يوم..أستيقظت فيه على صوت عصافيرها الكناريا التي تعتني ها...

كانت سعيدة ..فرحة ...نهضت مبكراً والكل نيام..

ذهبت لتسقي ورودها ذات الألوان الزهية الجميلة ...

كانت تتحرك ببطئ..لضعف جسدها ولآلامها ...ولكنها كانت سعيدة لا تبالي...

وقد أطعمت الكناريا التي تعشقها وتعشق غناها...

لكنها ...فوجئت بآلام رهيبة هجمت على رأسها الصغير ... فترنحت ..وصرخت

لكنها تمالكت...رقدت على سريرها بجانب شرفتها التي تتزين بورودها...وتتسلل آشعة الشمس لتدفئ الصغيرة وتطمئن على حالها....

حاولت النهوض ...لكن الصداع قد تملك منها ...

لم تستطع حتى مناداة والدتها .... لتناولها زجاجة الدواء ...فهي تحتاجة الآن بشدة ...فصوتها ضعيف ..والكل نيام .....

استسلمت لآلامها ونامت علّ الألم يتلاشى شيئاً فشيئاً....وعلّها تنهض مرة أخرى ...

فهي لم تزل تنتظر أحلى يوم بحياتها الذي لم تعشه بعد ...!!!!

الألم يزداد بسرعة جنونية ... تغمض عيناها من شدة الألم ..تحاول أن تنام ....

تضع دبدوبها الصغير بين أحضانها ...وتحتضنه بشدة ....

رأسها يكاد ينفجر...

تريد أن تنشغل بشيء ما حتى تنسى آلامها ..وحتى تستيقظ أمها فتناولها الدواء....

تمسك بيديها المرتعشتين فرشاتها ...حتى تكمل لوحة كانت قد بدأت برسمها ...

الألم يزداد كثيراً ...

تستقر رأسها على وسادتها في هدوء...وقد وصل الألم لذروته .....

تنحي اللوحة جانباً ...

تسمع أصوات الكناريا وقد أنخفض صوتها ..وأصبح بعيداً ...ومازال ينخفض رويداً رويداً.....

تمسك دبدوبها الصغير وتحتضنه ....

تستنشق عبير زهورها المطلة عليها من شرفتها بنظرة حزينة بائسة لما تعانيه الصغيرة.....

يزداد الألم برأسها الصغير ....

ينخفض صوت الكناريا ....تكاد لا تسمعه....

تذرف دمعة من عينيها الذابلتين من الإرهاق ومصارعة الألم....

تتصاعد شهقة من حنجرتها الصغيرة...

وبعدها...................................

يختفي صوت الكناريا للأبد .....

تغمض عيناها.....

وتسقط فرشاة الرسم من يديها .....

فلم تكتمل الرسمة بعد ....ولن تكتمل أبداً....

فقد فارقت.....

فارقت عصافيرها الكناريا......

فارقت ورودها وأزهارها.....

فارقت دبدوبها ...وفرشاتها ولوحاتها.....

الملاك قد فارقت الأرض .....لأن مكان الملائكة بالسماء.......

تحلق روحها الشفافة النقية بسعادة ...فرحة بلقاء ربها......

تحلق بعيداً عن آلامها ومعاناتها........

رحلت .... وتركت فراغاً بقلب أبويها بملأ ما بين السموات والأرض ...فأصبح فؤادهما فارغاً......

ماتت ...... وقد كانت صغيرة جداً على الموت..........

!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

هناك 3 تعليقات:

Psycho Hanem يقول...

innocent heart يقول...
عارفة يانونا انك بجد بالكلام دة خلتينى اعيط والله العظيم

Psycho Hanem يقول...

لست كغيرى يقول...
الحمد لله على نعمة الصحة والعافيه....الحمد لله الذى عفانا مما ابتلى به غيرنا
بجد انا اتاثرت اوى يانهى...حرام عليكى...بجد ماكنتش ناقصة دلوقتى انى اقرا حاجة زى دى...اسلوبك ماحصلش فى وصف المشاعر الحزينة ...فى اكتر من موضوع لاحظت انك متميزة اوى فى الجزء دا
بجد جزاكى الله خيرا...مش عشان نكدتى عليا...بس علشان خلتينى احمد ربناعلى صحتى

Psycho Hanem يقول...

Silver Girl يقول...
هو فعلا الموت مش بيفرق
مش بيشوف صغير او كبير
تفاؤل او تشاؤم
حب او كره
فى ناااس هتزعل او هتشيل هموم ولا لا

الموت ده فظيع جدا عشان ياخد ورده من وسط بستان ورود يمكن ناس كتير تفتكر انها عادية بس ده هى زينة البستان هى اللى بتلفت النظر هى اللى بتخلى كل اللى بيدخل البستان سعيد هى اللى بايديها بتمسح كل دموع العالم خدها الموت
وسااااااب .........
حسرة والم
حزن وكابة
اشياء مش هنقدر اننا نحتملها

مش عارفة اتكلم مش عارفة اوصف احساسى لاك وصلتيلى احساس لا يوصف
" الموت بياخد اغلى ما لدينا "

Fairuz...

Qur2aan