الاثنين، 24 نوفمبر 2008

ليكتمل الفراق... وداعاً أيتها الذكريات....

وقفت بين الجموع شاردة ...

فأنا موجودة بينهم ولكنني بعالم آخر...

عالم ذكريات ... عالم حب ... عالم آهات ... مؤلمة .. لكنها محببة ...

محببة إلى نفسي ... وقلبي... الذي لم يعش مثل هذه الذكريات إلا مرة واحدة وحيدة بحياته .... هي بالأحرى حياته ...وليست مجرد ذكرياته ....

فهو كان في غيبوبة طوال هذه السنوات التي أنتهت ذكرياته عند بدايتها ...فهو أدرك لا شعورياً أن حياته لن تستطيع أن تستمر ... بإنتهاء هذه الأحداث والتي أصبحت ذكريات....

يااااااه .... لقد كنت نسيت ...أعني كنت قد تناسيت ..... لمَ العودة لذلك الماضي الأليم السعيد .... الذي يسرقني إليه الحنين ... لمَ قد قُدّر لي أن تُلقى بذور الشطة على جرح قلبي القديم ...المتجدد باستمرار...

لمَ وافقت على السفر والمجيء إلى هنا ... صحيح أنني مكلفة بعمل لابد أن ينتهي ... وأنني قادمة مع فوج لمعاينة المشروع الجديد .... لكنني كان يمكن أن أرفض .. كان هناك بديل غيري ... أهو الحنين!!!

هل من المعقول أن يكون الأشتياق؟؟ ... وهل هناك من يشتاق لعذاب قلبه... هل هناك من يفتح جرحه بيديه حتى يشعر بناره مجدداً؟؟....

فبمجرد أن وصلت هنا ...كل خطوة بذكرى ...أو ذكريات ...خاصة هنا ...مكان المشروع الجديد ... تجذبني ذكرياتي جذب لأتذكر تفاصيلها ..وأعيش المشهد كاملاً ... لأسبح بهذا العالم الجميل ... الذي كنت أحيا به ...بالفعل فقد كنت أحيا ... فأنا كنت ...أما الآن ...لست أنا ....!!

أستطيع أن أراه أمامي ...نمرح ... نضحك ... يضم بعضنا الآخر كي نحتمي ببعضنا من البرد ...ويجد كل منا الدفئ في حضن الآخر ..... نجري بجنون تحت الأمطار ... ونلتقط لبعضنا الصور المضحكة ... فكنت أعشق جنونه ..وهدوءه وحتى صمته .... يصرخ بأعلى صوته ... "بحبــــــــــك" .....

ويهمس لي وهو يبتسم "وحشتيني" ..... وأحياناً ينظر لي وحسب ....

أستطيع أن أشعر لمسة يديه .... ودفئ أنفاسه .....

أستطيع سماع صوته ......

صوته يناديني ......

ما هذا ..... أنا أهلوس .... أسمع صوته بالفعل ....

..................................................

هو ........ هو هنا .....إنه هو.. لقد مسني الجنون!!!!

أأنت ؟؟؟ إنه أنت؟

جاوبني .... نعم ..إنه أنا ... لم أصدق عيني عندما رأيتك من بعيد وسط هؤلاء .... فأنتظرت قليلاً حتى تصبحين وحدك ... وأستطيع الحديث معك .... ماذا تفعلين هنا؟؟

أشعر بأنني أحلم ... أهلوس ... فأنا كمن يقف على قبر ويبكي موتاه ... فإذ بهذا الميت تدب فيه الحياة ويهب واقفاً أمامه ويحدثه!!!

فتمالكت نفسي ... حتى لا يلاحظ ما أمر به من أحاسيس ....

وأجبته .. شغل ... أنا هنا في شغل ... وأنت؟؟

فأمتعض وجهه .. للترفيه ... متضايق شوية بس..

وقعت إجابته عليّ كالصاعقة .... ترفيه؟؟؟

وفي ذلك المكان ... الذي أصارع نفسي كي تتغلب على دموعها ... لمجرد أنني فيه !!!

فأجبته في محاولة لقطع هذا الحوار .... وقد إعتلت على وجهي الجدية ... أما أنا .. فلديّ عمل ... يجب القيام به...

فأخذ يسألني عن هذا العمل .. وما هو هذا المشروع الذي نعاينه ... وأخذ يستمر في الحديث ..

وأخذت أنظر إليه ... أدقق في تفاصيله ... أهذا هو؟؟ ... قد مر زمن طويل ... تغير كثيراً ... كم تمنيت طوال هذه السنوات أن أكون هنا ومعه .. كما الآن .. أن أرتمي في أحضانه ..وأبكي ...أبكي حتى تنتهي الدموع .... أن أتحدث إليه حتى يكف اللسان وتكمل الحديث العيون .... لكننا هنا الآن .. ومعه .... لكنه ليس معي ...أول نظرة مني ليديه ... إنها دبلة الزواج .. تلمع في عيني .. إنه ليس ملكي ...ولن يكون....

.................................................

تنبهت إليه وقد هدأ صوته ...ونظر لي نظرة طويلة .... كيف حالك؟؟ ... كيف هي حياتك؟؟

بخير .... هل إرتبطي؟؟ ... لا ... لم أفكر بالارتباط بعد ... فعملي يأخذ كل وقتي ...كما ترى

وترددت لحظات ... ثم سألته ... وأنت ,,,ألم ترتبط؟؟

نظر إلى الدبلة في يديه ... ثم تنهد تنهيدة طويلة ....

بلى ..أرتبطت ... لكن الزواج بلا حب ... كالأزهار بلا عطر أو لون ... حياة روتينية .. تمتلأ بالمشاكل والمشاحنات ...سمعت أن الزواج إستقرار ... لكنني لم أعرف بعد معنى لهذه الكلمة .. في قاموس هذه المرأة ...

"بالطبع صامتة...... لا أجد ما أقول ... أهو يشتكي إلي أنا .... ومن زوجته...هو .... الذي كان يوماً يحلم معي بحياتنا سوياً وكيف تكون حتى يشيب كل منا ولانزال نحب بعضنا البعض!!! ماذا أقول ... وماذا ينتظر مني ؟؟

وما هذه القسوة ؟؟؟ ....."

كل هذا وهو ينظر لي ... يحدق بي....

فنظرت له ...وبنبرة ساخرة قلت له .... ليس كل مايتمناه المرء يدركه .... "بكرة تتعدّل" مثل ما كنت تقول جدتي ...

فضحك كثيراً ... حتى أنني كنت مندهشة لهذه الضحكات ... ضحك حتى أذرف الدموع من عينيه ...وقال لي متغيرتيش ... وسكت قليلاً ...وهو ينظر للفضاء البعيد ... ثم حانت منه نظرة لي وهمس كما كان يفعل ...

"وحشتيني" ....فابتسمت ولسان حالي يقول ...لسه فاكر "على رأي أم كلثوم" .... فقال ووحشتني ابتسامتك ....

كلماته هذه كانت كالمياه التي تروي قلبي ... فينضر وتعيد له الحياة ... ويتنفس من جديد كالزرعة التي تتفتح ثمارها ... لكن ثمار قلبي كانت أشواك تجرح فيّ وتدمي قلبي من جديد بكل ثمرة تتفتح.... فلم أحتمل...

يااااااه ... حقاً لا أحتمل ... أيعامل بشراً أم حجر....

وعلى أي أساس ... يشكي لي زوجته .... ثم يقول لي أنه يفتقدني ...

لمَ هذه الأنانية !!!!!!.....

فقلت له .. بوجه جامد .. وبنبرة باردة كالجليد ... وما الجديد في هذا ؟؟

فتجمدت الكلمات في حلقه ... وأخذ ينظر لي .. صامتاً..

نعم ... ما الجديد؟؟ ... فكل الذكريات نفتقدها في يوم من الأيام ... ولكننها تبقى ذكريات..... دائماً وأبداً سأفضل ذكرى في حياتك ....ذكرى فقط...

ومرت لحظات صمت ... لم يخترقها سوى رنة هاتفه ... حيث كانت رسالة مسجلة صوتيا من زوجته ...تعتذر له وتقول له بدلال ..."أنا أسفة ... وتبعث له بقبلة عبرالهاتف ... وأنها منتظراه على العشاء وتوصيه ألا يتأخر عليها"....... فأبتسم ....

وأنا ضحكت كثيرا بمرارة .... ونظرت إليه لحظات .. وقلت له ... ألم أقل لك ... ذكريات فقط ..ذكريات وحسب..

لم يستطع أن يجيب بشيء...

مرت لحظات صمت وأنا أنظر له ... فقط .....

فهذه هي آخر ما سيسجله لنا الزمن من رصيدنا معاً .....

وأخيراً قلت له .... أما أنا ...فتخليت عن ذكرياتي ...تخليت عنها .. في نفس مكانها ...

وتحررت منها ... بنفس اليد التي قيدتني بها ... فشكراً لك .... حقاً شكراً جزيلاً......

وأستأذنت .. ورحلت ... تاركة إياه في حالة ذهول .... لا يعي لماذا أشكره ... وماذا حدث.!!!

...............................................

فهو لا يعرف أنني قبل المجيء هنا ... كنت عبارة عن نصف أنثى ... نصف قلب ... وحياتي التي أعيشها نصف حياة ... ضحكتي نصف ضحكة ....... فالنصف الآخر كله كان يعيش مع وهم الذكريات ....

فقد فارقته هو .... ولكنني لم أفارق ذكرياتي معه ... التي كانت تمتصني من حياتي الحقيقية .... وتجعلها في عيني فراغ...

كنت أتسائل لماذا جئت هنا ...!!!

جئت لأحرق ألبوم ذكرياتي .... كي أوئد كل أوهامي وأحزاني في مهدها ....... هنا ......

وهو فعل هذا بمهارة مذهلة ... فأنا لم ولن أتمنى حقيقته هذه في أي لحظات حياتي ... ذكراه هي التي تمنيتها ... لكنه هو ... لا أريده .... وهذا هو ما أدركته هنا ....!!

هنا قد فارقته منذ زمن .... والآن أفارق ذكرياته أيضاً ...

ليكتمل الفراق....

وليتم عزف لحنه لما تبقى من عمري ... ولكنه اليوم غير أي فراق .... فلحنه سعيد ... يعيد لي الحياة التي سرقتها الذكريات.........

...............................................

فقد كنت أقول ... فراقه حزن كلهيب الشمس يبخر الذكريات من القلب ليسمو بها إلى السماء فتجيبه العين بنثر مائها لتطفيء لهيب الذكريات .....

أما الآن ..... فإن فراق ذكرياته ... سعادة كنور الشمس تغمر قلبي ليسمو بمشاعره و بحب الحياة ...

وحان وقت إرخاء ستار الأمل ووداع الماضي بلا أمل للعودة إليه......

.............................................

هناك 6 تعليقات:

Psycho Hanem يقول...

,واحد نفسه يتغير يقول...
"ليكتمل الفراق...وداعا ايتها الذكريات"
فحياه بعض الناس تقوم الذكريات بدور النجم..فتضئ الليل الطويل وتكون نقاط نور في ظلام حالك دائم
"ليكتمل الفراق...وداعا ايتها الذكريات"
احيانا تكون الذكريات هي حياه الانسان كلها ...يقضي ساعاته متلهفا منتظرا لحظه فتح صندوق ذكرياته..ليبتسم..يضحك ...ربما يبكي حتي ..ولكنه يكون دائما سعيد ..دائما يغالبه الحنين لجزء من هذه الذكريات
"ليكتمل الفراق...وداعا ايتها الذكريات"
لقد فارقتي ذكرياتك ولكنك في حقيقه الامر لم تفعلي..لقد تحررتي منها ..كمن سأم ان ينظر الشارع من السياره..فنظر للسياره من الشارع...لا احد يتخلص من ذكرياته او يفارقها..فالانسان بدون ذكريات..ذكري انسان
وليكتمل الفراق ..اهلا بكي ايتها الذكريات ..اهلا بكي ضيفه عزيزه في صندوقي ..اري من خلالك كالبلوره المسحوره...اري واتذكر ما كان لتعلوا ابتسامتي وجهي المغطي بالشجن...ولكنك ابدا لن تكوني مصدر دموعي وشقائي ابدا لن تكوني منظاري للمستقبل.... "ليكتمل الفراق...وداعا ايتها الذكريات"

Psycho Hanem يقول...

Dr_ Hamza يقول...
ياااااااااااه يا نهى
فعلا عندما تعشق المراة وتحب يصعب عليها الاحساس بالكره فهى عندما تحب تلغى هذه الكلمة من قاموسها ترفض اصلا وجودها
وعندما يكون الفراق لايبقي لها غير الذكريات اما انها ذكريات تقويها او ذكريات تضعف منها وتكون نقطة ضعفها
ولكن عندما يكتمل الفراق نقول وداعا للذكريات
فلا مكان لذكريات تاخذ بايدينا للورا
لا مكان لذكريات تضعف منا وتهدمنا
لامكلان لذكريات تكون كل السيف فى ظهورنا
عندما يكتمل الفراق ...... وداعا لكى ايتها الذكريات

Psycho Hanem يقول...

Dr_ Hamza يقول...
نسيت اقولك بجد اسلوبك حلو موت واحساسك اكتر من عالى وكفاية انه يوصل للى بيقرا
وكمان انا كنت محتاجة احس بشوية حزن

Psycho Hanem يقول...

لست كغيرى يقول...
مممممم.....مش عارفة يانهى...مادخلتش دماغى اوى
مش عشان الموضوع مش حلو...بالعكس ..لذيذ وجديد ....ولا عشان اسلوبك ماكانش ظريف مثلا...بالعكس برده...الاسلوب حلو اوى...ولو ان الحوار كان هايبقى احلى لو ماكانش بالعربيه الفصحى
انا بقى مشكلتى انى مش حاسيتها...يعنى مش قدرت احط نفسى مكان البطله...علشان انا بساطة مافيش حد يتاهل ايا كان حبى ليه انى افضل فكراه وهو لا...اوى حبينا بعض بس افترقنا وهو شاف حياته..انا كمان مش هاعد اندم عليه..هو الخسران اللى كان هياخده من حب وسعاده ماكانش شوية...وانا كمان فى غيره يستاهل الحب دا....فابالسلامه...بس كدا ..عشان كدا مش دخلت جوايا اوى
بس كدا بقى...انتى بقيتى فعلا مبدعه فى القصص القصيرة يانونتى...وبعدين مش عارفة حمزة دى محتاجة تحس بحزن ليه؟؟....غاوية نكد يعنى؟؟؟

Psycho Hanem يقول...

innocent heart يقول...
كتبت شيئا مشابها لهذا من قبل يسمى "اجمل مافى حياتى .........ذكرى"ولكن هنا لاتعتبر الذكرى هى الاجمل ولكن يعتبر النسيان هو الاجمل,فكلما تمنينا ان نلاقى انفسنا فى نهاية الطريق,تقف لنا ذكرياتنا بالمرصاد ولكن ابتعدى ايتها الذكرى,فلن تعودى عائقا امامنا بعد الان.بجد تحفة يانونا ياحبيبتى وبجد حسيتها موت,ربنا يوفقك.

Psycho Hanem يقول...

إلى متى ؟! يقول...
نعم لقد صدقت.... فإنها لم تفارق ذكرياتها وإنما تحررت
من سجنها انتشلت قلبها وعقلها من
بئر التعلق بالذكريات ليتبادلا
مكانيهما فتخرج أخيرا من الصندوق..
صندوق الذكريات الذى قد ارتمت به
دون مصباح فقد كان المصباح بيد
ذكرياتها تنيره لها وقت تبغى لتريها
من الصندوق ما تبغى لها ان تراه
من صفحات الماضى فتدميها هذه,
وتسعدها تلك ,و الثالثة تجمع لها
الاثنين:السعادةوالألم, فيوم أن ثقل
عليها التحمل وودت الخروج.. قيدتها
الذكريات وساقتها الى مكان مولدها
ليتكالب عليها المكان والزمان فلا
تستطيع الفرار..ولكنهاالأقدار فقد
قدر لها أن يكون مكان ولادة ذكرياتها
هو مكان موتها.. لا, بل مكان اعادة
تبادل الأماكن... فتدخل الذكريات
الصندوق لينغلق عليها,وتخرج هى
وتأخذالمفتاح والمصباح. تفتحه حين
تبغى لتنير المصباح على ما تبغى من
من صفحات.. تبتسم قائلة أهكذاكنت!
ثم تغلقه وترحل إلى حياتها الجديدة
السعيدة.. تعود للصندوق حينا بعد
حين لكنها لا تعود لداخله وهى الآن
قادرة على ألا تعود...
لتصبح الذكريات
مجرد ذكريات


جامدة آخر حاجة يا نهى
وانتى كمان جامدة انك قدرتى على التحكم فى ذكرياتك مش العكس

آلاء

Fairuz...

Qur2aan