الأربعاء، 12 مايو 2010

على المينا...!!...



ها قد حان الموعد اليومي ... ترتدي فستانها ذو التنورة القصيرة الواسعة ... تجري مثل الفراشات ... تجري (على المينا) تقف كالمعتاد تنظر وتنتظر ... إلام تنظر ؟ ... ولمن تنتظر ؟؟ لا تعلم ....


فلحظات صفائها التي تسترقها من الزمان هي تلك اللحظات التي تقضيها معه ... مع البحر .... تقف تتأمل (على المينا) تراقب السفن ... راحلة .. وعائدة ...


تراقب وجوهاً تألفها ... ليست تعرفها ... ولكنها قريبة إلى قلبها ... بعيونها البنية ..وبشرتها السمراء ... بالشوق واللهفة في عيونها لأهلها وأرضها


بالحزن وبنظرات الأمل بعيون راحلة إلى بلاد غريبة .. والقلب يدمي لفراق الأحبة ... ترى فيهم وجه أمها .. وحنان أختها ..وخوف أبيها ...فكم من الدموع كان الميناء محل ميلادها .. بلحظات الفراق والوداع ... والشوق واللقاء ....


تشرد بنظراتها إلى البحر... كم تحبه وتعشق أمواجه ...ترى فيه الشاب الوسيم الكريم الشهم .... لكنها لا تستطيع ألأ تأمن غدره .. وهذا سبب غضبه منها ... لكنه يحبها هو الأخر ...تحكي له أسرارها .. وهي يسمع وينصت ... ينتظرها وينتظر عودتها كل يوم لتقف على شاطئه .. فيأتنس بها ....


تسأله يوماً لما لا يكون الحب مثلك ... مباح لكل البشر أن تركبه .. بصفائك ونقائك ... وفليتحملوا مخاطرك وعواصفك ... يرد عليها دائماً بأن المخاطر أكبر ....


ولكنها دوماً أيضاً تتمنى الركوب ...


ولتتحمل المخاطر....


لذلك .. فقد وعدها بركب جديد ...


إنتظرت كثيراً لأن تلقاه ...


ومع صفارةإنذار قد رأته ورآها .. أحبته وأحبها ... إمتزجت أرواحهما من نظرة عيونهما ....


كم لبثت ... لا تعلم ... ولا تريد أن تعلم ..


فحياتها أصبحت (على المينا) لا تبرح أن تفارقه ...


وما إن أحست بالدفئ وهي بين راحتيه .. حتى أعطاها كلمته بأنها له ... له وحده ... ولن يكون لها ركب آخر سواه .. ليريها البر الآخر ... وهنا إنطلقت صفارة الرحيل ...ليترك يديها .. ويرحل ... لكنه أسكنها دفئاً لم تكن لتسكنه قبله ... وفي الموعد المتفق عليه .... تجري (على المينا) وتقف .. وتنتظر ... لكنها هذه المرة تعرف ..من تنتظر ....


يأيتها كما وعدها ... ليترك بها الدفئ الذي يجعل قلبها ينبض بالحياة ...


كل مرة كان يقرب منها ... كان قلبها يخفق بالحب ....لكنه هذه المرة ومع صفارة الرحيل .... لاتعلم لماذا قد خفق قلبها بالخوف ... وهو يسحب يده هذه المره ... خيّل إليها بأن يديها باردة .. فأين دفاه ...


الخوف زاد بقلبها ... والبحر إزداد هياجاً ... وإزدادت هي بعداً عنه ...


وفي نفس الموعد ذهبت لتجري(على المينا) وتنتظر ... كان البحر غاضباً ... والصفارات تعلوا كثيراً ...


طال إنتظارها ... وهطلت الأمطار بغزارة .... وزاد غضب البحر كثيراً ... لا تعرف لماذا أصبح غير ودوداً معها .. ألا يحبها كمان كان...


إزداد البرد كثيراً... إرتجف جسدها ... فقد أخذ البحر منها ما تبقى من الدفئ الذي كانت تختزنه بكراهيته الواضحة لها اليوم ...


قد تأخر الوقت ... وضاع الميعاد ... ولم يأتي .... فقد كان آخر وداع .... دموعها ترقرقت في مقلتيها ... لم يحتمل البحر وإزداد غضبه أكثر .. أخذ يغرقها بأمواجه العالية وهي (على المينا) ... لم تحتمل هي الأخرى معاداته لها ... وأخذتتقذفه بالحجارة .. ويزداد بكائها ... وتصرخ به .. "أنا لا أحبك .. إنما أحبه هو .... لا أريدك أنت ... أريده هو .... "


إلى أن خارت قواها وجلست على ركبتيها وهي تستند بكفيها إلى الأرض .... وقالت بصوت ضعيف من بين نحيبها ... نعم أحبه هو ....


رد عليها البحر بأنه قد حذرها أن تركبه ... فمخاطره أكبر ....


لم تأمني غدري يوماً ... ولكن هذا لا يغير من القدر شيئاً ...


سألته لماذا .... لماذا لم يفي بوعده ..؟؟


أنتي ياصغيرتي .. لم تفهمي بعد بأن لكل ركب مراسي عديدة غير مرسااه ....


إنه القدر عزيزتي ....


وأعلمي أن الرحيل بلا صوت هو أجمل هدية يمكن أن نقدمها لأنفسنا ...


فأرحلي ....


...............................


هناك 7 تعليقات:

غير معرف يقول...

ra23a ya nona bgad
:)
aya ahmed

Unknown يقول...

رااااااائعة يا نها بجد ماشاء الله اكثر من رائعة
إحساسها عاااااااااااااااااااالى جداااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا
بس ليه سابها ومشي
إهئ إهئ
جميييييييييلة ماشاء الله

,واحد نفسه يتغير يقول...

مممممممممممم
كان لازم اسمع فيروزعشان اعرف اقرا كلامك..بس انا كنت فاكر ان البحر مينفعش من غير فيروز
والنهارده عرفت ان المينا برده متنفعش من غير فيروز
....
حلوه اوي..بقالي كتر مش قريت ليكي حاجه حلوه "كده"
رغم اختلافي معكي في موضوع الحب ده
بس انتي عملتي ربط بين القصه كلها والبحر
ووصلتيلي اللي بين السطور واللي مش بيتكتب..

والاجمل ان الاسلب بسيط ومش معقد..مع انياعتقد ان العاميه هنا كانت هتبقي احلي..بس الفصحي كانت عشره علي عشره..سلسله ومتماسكه


تحياتي

,واحد نفسه يتغير يقول...

لم تأمني غدري يوماً ... ولكن هذا لا يغير من القدر شيئاً ...




سألته لماذا .... لماذا لم يفي بوعده ..؟؟





أنتي ياصغيرتي .. لم تفهمي بعد بأن لكل ركب مراسي عديدة غير مرسااه ....





إنه القدر عزيزتي ....





وأعلمي أن الرحيل بلا صوت هو أجمل هدية يمكن أن نقدمها لأنفسنا ...




فأرحلي ....

..........
8->

Psycho Hanem يقول...

ميرسي ياآية ياقمر ..
ربنا يخليكي ...
وكويس إنها عجبتك ...

Marwa ...
الحمد لله إن إحساسها وصلك وعجبتك ...
بس أنا مخليتهوش يسيبها ويمشي ...
هو مجاش .. ليه بقا.. دي سايباها لخايل كل حد فيكم ...
البحر غدر بيه ...
هو اللي غدر بيها ...
النهاية مفتوحة ياميرووو

منوريييين :)

Psycho Hanem يقول...

مصطفى مرة واحدة عندنا في الكافيه .. يامرحبا ;)

فيروز على طوووول مهمة يافندم ... مع البحر والمينا .. وأي كلام في الحب كمان ... لازم تكون حاضرة ..

وأخيرا حاجة طلعت حلوة D:

جميييل إنها عجبتك ...

بس أنا مش معاك إنها تنفع عامية ...
أو مش معايا أنا بقا ...
ممكن سيادتك تكتبهالنا عامية P:

وإقتباساتك فعلا هي أحلى ما فيها

شكرااااا

جارة القمر يقول...

جميلة جدا جدا يا نونا

وصفتى الموقف ببراعة تسلم اناملك :)

Fairuz...

Qur2aan